Wednesday, April 15, 2009

أقدس أخطائي

جمَعَتْ زهر النردِ المتناثرِ في الغرفة
ولّتْ هاربةً
وعلِقَ الشالُ الأحمر ُبأريكة حمقهْ
إلى الباب تهرول مسرعةً
في الليل المتناعس في طرقات الحي
والإصباح مصقول
بكابوسُ ذئابْ
قال : استأنّي
فالفجرُ بعيدٌ عن نافذتي
وأنا المعطوفُ على اللهبِ
ولازال نبيذي
متقدا ينتظرُ الرشفة ِ
و الرجفة
أنت حين انتظاري ربيع ٌ
و سنيّي قاحلةٌ
وهطولكِ أنبتها أقمارا
وزرع شموسا
يلتفُّ الكونُ بجمرِ اشتعالي
و أدخل نهركِ كي أطفئني
يا أقدسَ من كلّ خطاياي
ومحرابَ مجوني و جنوني
و أنا ملتحفٌ بالكونِ
و مرتحلٌ فيه
فلا ترحلي عني إلا معي
فبك أكون
ولا تكونين بدوني

مجون امرأة



أطياف الهوى حول جسدها تموج حالمة....
لتُربك ثنايا ثوبها الطويل فيداعب قدميها الحافيتين برفقٍ مثير.ٍ.
ولحنُ أناملها سحرٌ إذا ما عانقت رُهافة كأسٍ معتـَقة.ٍ..
وشفاهٌ تكتنز اللّذة كثمرة توتٍ بريٍ آن قطافها...
غاباتُ السّحر في شعرها حكايةٌ غجريةٌ، تتغنى بها الأساطير كألف ليلة وليلة...
ورنّة الخلخال في قدمها معزوفةٌ تطرب لها الأفئدة بنشوةٍ انهزامية..
والنّهد الشّامخ، محرابا تلقى أمامه القرابين فيطمع ويطلب المزيد دون ارتواء..
تتلفـّت وفي عينيها نظرةُ حذرٍ.....
والأهدابُ تغزل المصائد للقلوب رقيقةً كانت أو قاسية...
فحيناً تترفق......
وحيناً تستبدّ....
فتُنهك القلب ويهذي العقل....
تمر أمامك لا مبالية ....
وأعاصير الشغف بين ضلوعك ثائرة....
وأنت خلف ظلَها ترسل أبصارك ....
ترجو لحظ عينها متوسلاً....
وهي، في غنج الأطفال تبتسم وتزيد في جفاءها....
تختالُ في مشيتها وكأنَ الأرض استحالت أوتارا تعزف نغم حضورها....
ترنو منك رنو السحاب للظمآن وسط الصحراء....
فتلهث خلف سرابها جازماًأنّ الحياة من جوف العدم انبثقت....
هي، زهرةٌ بريةٌ....
رحيقها هدية لمن أخفض أشرعته أمام ثورة يمـّها، ومن جفا....
كان شوكها كألسنةِ اللـّهب لا يدرك إخمادها....
هي حلمٌ يداعب أجفان الرجال في مضاجعهم....
شيباً وشباباً....
وداءٌ يؤرق ليل نسائهم الطويل ...
هي صحوةُ كلٍ نديم.ٍ....
وسكرةُ كل عاقل.ٍ...
تتفنن في كرٍ وفر.ٍ...
في صدٍ وردٍ....
والقلوبُ بيادقٌ تؤمر بابتسامة ثغرٍ ماكرٍ، ونظرةٌ تحاكي الخبث خبثاً....
وإن أصابها الكدر أو الملل تتوسد فراشها غير مكترثة ....
حالمة بيوماًآخر من العبث وبعددٍ اكبر من الضحايا....
وبغيرة أكثر ألما ترقُبُها في عيونهن الحاقدة...
هي هكذا، امرأةٌ، مجونُ الهوى اغتال براءتها....
وأطلق جموح الأنثى داخلها....
هي هكذا وتدري....
فتسدل أهدابها الناعسة وتغفو....
ولا تدري أن الدمع تواقٌ لعناقٍ الوجنتين في لحظة سكون شاردة...